الخميس، 28 مارس 2013

المَعايير العامّة لتقييم فيلم مِن وُجهة نَظر القِيَم الإنسانيّة

2 من 3- تقييم تطوّر القصّة

بقلم الأب أوليفر بورغ أوليفييه اليسوعيّ
نقلته إلى العربيّة يارا شُعاع أبو حديد


يرصُد الفيلم أو البرنامج التلفزيونيّ عددًا كبيرًا مِن العناصر. مِن وجهَة نَظر القِيَم الإنسانيّة هناك ثلاثة عناصر ذات أهمّيّة خاصّة: الشخصيّات والنِزاعات وتَطوّر القِصّة. نُقدّم إليكم عَبر ثلاثة مَقالاتٍ مختصرة كيفيّة تقيّيم فيلمٍ ما انطلاقاً مِن هذِه العناصر. في المقال الثاني نُقدّم إليكم طريقة التقييم مِن وجهة نَظر الصراعات.



تقييم تطوّر القصّة
في البنيَة الكلاسيكيّة لقصّة فيلمٍ ما، الشخصيّات الأساسيّة – زعماء القصّة – بحاجة إلى شيءٍ ما أو يريدون شيئًا ما وعليهم تخطّي العَقبة تِلوَ الأُخرى التي تعترض طريقهم. باكِرًا في القِصّة، يطوّر الممثّلون الأوائِل  مشكلة ما وتَحدُث مُضاعفات فتُصبح المشكلة أسْوأ.
في كلّ خطوةٍ مِن خطواتهم، يَتمّ امتِحانهم ويَتعيّن عليهم اتّخاذ القرارات في النهاية، في المشهد الأخير، يتّخذون قرارات لحلّ المشكلة. ربّما يحصلون على ما يريدونه؛ وربّما لا. يتبدّلون خلال مسيرتهم هذه. فينمَون أحياناً وفي أحيانٍ أخرى لا ينجحون في النموّ، ويَنهارون أمامَ نموّهِم الخاص.
لتقييم تطوّر قصّة فيلمٍ ما مِن وجهَة نَظر القِيَم الإنسانيّة، علَينا أن نَطرح الأسئَلة التالية:
1- هل حلّ القصّة واقعيّ؟ هل التبدّلات التي طرأت على الشخصيّات، منذ البِداية إلى النِهاية، أمر موثوقٌ بِه؟ هل وَقع نتيجَة ظروفٍ خارجيّة أم بِسبب خياراتٍ داخليّة؟ هل تَعاظَم أبطالُ القصّة أمْ تراجَعوا؟ في حالِ تعاظُمهم، ما الذي أدّى إلى ذلك؟ وإن تراجَعوا، فلِماذا؟
2- هل يَتجنّب الفيلم الرومانسيّة السَطحيّة – نَظرة إلى الحياة مِن خِلال سذاجة التَفاؤل – حَيث تَنتَصر الفَضيلة على الدوام وتُعاقَب الرَذيلة؟ في الطَرف الآخر، هل يَتجنّب الفيلم السُخرية اليائِسة التي تقول إنّ الحقيقة هيَ خارِج النِطاق وإنّ النُموّ مُستحيل وإنّ المحبّة مجرّد وَهم، باختصار، ما مِن أمل، وأنّ الأمر لا يستحقّ  ألمَ المعاناة مِن صعوبات الحياة؟
3- هل يعكُس الفيلم، مِن ناحيَة أخرى، نَظرةً أكثر واقعيّةً وتوازنًا، تجعلُنا نقول إنّه ليس مِن الخطأ أن يكون عرضَةً، كما أنّ خيبة الأمَل والهَزيمة والمُعاناة والضياع أمور لا مفرّ مِنها في هذه الحياة ولكِن، إن تمّ توظيفها بشكلٍ جيّد، يُمكنها أن تُسرّع مِن تعاظُمنا وأن تُساهم في غِنى حياتنا؟ يقول القدّيس بولس: "للّذين يحبّون الله، كلّ الأشياء تعمَل معًا للخير" (رومة 8: 28). هذِه هي النظرة المأساويّة، لكِنّها تتميّز بعدّة مناحٍ كوميديّة.

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق