الأحد، 26 مايو 2013

خلف أشجار الصنوبر


بقلم فرنسيس مُرفي
نقلته إلى العربيّة يارا شُعاع أبو حديد






Director: Derek Cianfrance
Starring: Ryan Gosling, Bradley Cooper, Eva Mendes
UK Release date: 12 April 2013
Certificate: 15 (140 mins)







عندما بدأتُ في كتابة هذا النقد وجدتُ أنّي قد دوّنت بعض الملاحظات المُرعبة لدى مشاهدتي الفيلم. يُثير الفيلم ما لا يزيد عن ستّة أفكار، أعتبرها جديرة بهذا الجهد الذي سأبذله ليلاً في كتابتها، وأحدها المشهد الذي يقوم فيه راي ليوتا بجعل الكلب يرقُص وهي المرّة الأولى التي أراه فيها يَبتسم على الشاشة.
أتردّد في قول أنّ هذا الفيلم هو سيّء، لكنّه بالتأكيد كئيب ولا يقدّم إلّا القليل، أثار ردّة فعلٍ قويّة لديّ. الفيلم الأسبَق للمخرج ديريك سايافرينس، بلو فالانتين، الذي فيه غوسلينغ أيضًا، كان أيضًا كئيبًا ولكن سرده لمشكلة الزواج المضطّرب أعطته شعبيّة أكبر وجاذبيّة أكثر من الوقائع الثلاث المَنظورة لهذا الفيلم. 
يحتلّ كلّ قسم من هذه الأقسام الثلاث حوالي ثُلث زمن الفيلم: الواحد تلوَ الآخر: غوسلينغ الذي يلعب دور لوك غلانتون، يَحتال كثيرًا على القانون (إن كنت قد شاهدت فيلم درايف تعرف أنّه لم يقدّم ما هو جديد من ناحية التمثيل، فقد كان دوره أطول بقليل واختار قيادة الدراجات بدلًا من السيارة)؛ أما برادلي كوبر الذي يلعب دور آفيري غروس، وهو رجُل شرطة يعمل على محاربة الفساد المتفشّي بين زملائه، ونجلا الرجُلين في الخامسة عَشر من عمرهما.

يُعتبر هذين الممثّلين من كبار المتنافسين فيما بينهما في هولييود، لكن إن رغب أحدٌ في رؤية كَيف أنّ هذين الرجُلين يقفان أمام بعضهما البعض على الشاشة فسيكون الأمر مُحبِطًا. يشتركان فقط بمدّة ثانيَتين، لذلك حتى لو واصل كلّ منهما حياته المهنيّة بطريقة تصاعديّة، فلن يتحدّث النقّاد مستقبليًّا عن هذا اللقاء بنفس النَهج الذي يتحدّث فيه عن دي نيرو مقابل ألباتشينو في فيلم الحرارة. لم يكُن أداءهما جيّدًا بما يكفي لإيصال أفكار الفيلم الثلاث؛ في الواقع أنا لا يُمكنني إلاّ ملاحظة أنّ سيانفرانس قد أخطأ في الحكم على مدى فعاليّة نقاطه الثلاث الهجوميّة وخصوصًا وأنّه لم تكُن إحداها ثاقبة. ربّما كان الفيلم أفضل حالاً فيما لو ركّز على إحدى هذه النقاط فقط وعرض الفكرتين الثانيَتين عرضًا موجزًا، أو ربّما اختصرها وجعل الكاميرا تدور في مجالٍ أكبر دون حصرها في مكانٍ واحد، كما في فيلم الإنهيار عام 2004، على سبيل المِثال. تلعب إيفا دور والدة غلانتون، الطفل الذي حاز على قدرٍ كبيرٍ من الاهتمام لكن كشخصٍ ثانويّ؛ وبالطبع روز بيرن كانت مُثيرة للإعجاب بدورها الصغير كزوجة غروس: المرأتين، بالإضافة إلى شخصيّات أخرى، بإمكانهم عمليًّا أن يقودوا هذه النقاط الثلاث ويقوموا بإيصالها للجمهور.
لا يخلو الفيلم من الأمور التي يجب تسليط الضوء عليها: كان المشهد الافتتاحي الذي يتمّ فيه تقفّي أثَر لوك متتبّعيه من خلال مدينة المعارض وعلى دراجته بصوتٍ صارخ، مُشرقًا ومذهلًا ومؤثّرًا جدًّا وحيويّ. ومع ذلك، فإنّ الزخم لم يستمرّ طوال الفيلم؛ في أوقاتٍ أخرى، كان أداء غوسلينغ أقرب إلى قصّة ليلى والذِئب أكثر من كونه مُجرم مُهدّد، كما لو أنّه يُلازم أشجار الصنوبر بسترته الحمراء.
الموضوع المُسيطر هو علاقة الأب بابنه وفي بعض الأحيان، كان الفيلم مؤثّراً في عرضه للأبوّة. قبلَ أن يلتقي لوك ابنه للمرّة الأولى ظهر وهو يمسح يَديه قَبل أن يأخذ مولوده بين ذراعيه؛ إنّ رغبته في حماية ولده من المُشكلات المُلازمة لحياته الخاصّة تظهر جليّة في أصغر تصرّفاته. بالتقريب على وجهه باكيًا وهم يَتلون الصلاة أثناء معموديّة ولده، كان أيضًا مشهدًا مُثيرًا ومُحرّكًا للمشاعر، وهي طريقة لإيصال مدى المسؤوليّة الأبويّة والقلق الوالديّ. قيام أفيري تقريبًا بالشيء نفسه، عندما كان يتحدّث عن ابنه خلال الجلسة الاستشاريّة يُثير المشاعر أكثر من أيّ محركٍ آخر من خلال الرابط العاطفيّ بين الرجُلين.
أتساءل ما إذا كان بإمكاني ربط ازدواجيّتي حيال هذا الفيلم إلى حقيقة أنّ العلاقة بين الأب وابنه ليست من الأشياء التي اختَبرتها. كما أنّي لا أريد إنكار أنّ الفيلم قريب من جمهور النساء ولا يُمكنني أن أدّعي أنّ له عيوب أخرى. فإنّ ضعف الشخصيّات الرئيسيّة، في مراحل الفيلم الثلاث الرئيسيّة، جعلك تشعر بأنّ الفيلم أطول من ساعتين وعشرين دقيقة. ويبقى المشهد الأكثر إثارة هو مشهد رقصة الكلب التي أخشى الكثير ممّا يَجب أن يُقال بشأنها.








رابط المقال الأصليّ: http://www.thinkingfaith.org/articles/FILM_20130412_2.htm


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق