الجمعة، 3 مايو 2013

البؤساء



بقلم أندرو كوتر
نقلته إلى العربيّة جانيت رزق




Director: Tom Hooper
Starring: Hugh Jackman, Russell Crowe, Anne Hathaway, Amanda Seyfried, Eddie Redmayne, Helena Bonham Carter, Sacha Baron Cohen.
UK Release date: 11 January 2013
Certificate: 12A (157 mins)







 البؤساء هو قصّة ملحميّة عن الفداء والحبّ والشجاعة، تَتمحور أحداث الفيلم على خلفيّة ما بعد الثورة في فرنسا. يَرتكز كاميرون ماكينتوش على الكوميديا الموسيقيّة ليتوسّع في رواية فيكتور هوغو الشهيرة البؤساء،  وتشرح القصّة كيف توصّل جان فالجان إلى أن يُصبح ثريًّا (هيغ جاكمان)، وهو سجين أفرِج عنه فغيّر نَمط حياته وبدأ بحياةٍ جديدةٍ لنفسه، على الرغم من مواجهته المستمرّة مع جافرت المفتّش (راسيل كرو). ويتشابك مصير فالجان مع فانتين (آن هاثاواي)، وهي أمّ يلتقي بها كعاملة في أحد مصانعه وكانت مُجبرة على ممارسة الدعارة لكسب المال وتربية طفلتها كوزيت. لاحقًا، يربّي جان فالجان الطفلة كابنته، وينِشأ مثلّث من الحبّ بين كوزيت الشابّة (أماندا سي فريد)، وماريوس (إدي ريدماين) وايبونين (سامانثا باركس)، وتأتي ذروة الأحداث خلال انتفاضة حزيران 1832.
حظيَ البؤساء بنجاحٍ متصاعدٍ منذ أوّل صدور له منذ ثلاثين عامًا حيث غصّت صالات العرض بالمشاهدين منذ ثلاثين عامًا. أتذكّر أنّني شاهدت العرض في منتصف التسعينات وسحرت بالدراما والمشاهد وكل ذلك، ونستطيع القول أنّه يجسّد فترة حيّة رائعة من التاريخ الفرنسي. لعب كولم ويلكنسون دور فالجان حينها (وهو دور كان قد قام به للمرّة الأولى في عام 1985)، وفي الفيلم المُقتبس مِن قِبل توم هوبر أصبح الأسقف الذي يأخذ دور فالجان في بداية الفيلم. نراه في دور ثانويّ، ممّا يجلّني أفكّر أن هوغ جاكمان، مع كلّ الشغف الذي يَظهره في الفيلم لم يصل إلى عُمق الشخصيّة التي أدّاها كلاعب أساسيّ. وصوته الجهوريّ الذي لا يُمكن تحدّيه، يُجابه الطبقات العالية، وعلى الأخصّ في الإداء الصعب «أعيده إلى وطنه». وهذه هي الحبكة الرئيسيَّة بالنسبة لي – عندما تشاهد فيلم موسيقيّ، ينبغي أن يكون الغناء مميّزًا.

هناك لحظات عديدة يتميّز فيها حقًّا الغناء في الفيلم - على سبيل المِثال، مقطع الانتصار في «يوم واحد بعد»  و"الترحيل السرّي غرامة" سامانثا باركس في «مَلكي» نعم، هناك تلك الأغنية، التي لم تُعتبر لسنواتٍ طويلة بسبب إدائها الرديء. تثبت آن هاثاواي شعار «حلمت حلم» لنفسها، يائسة تغرق في أعماق حياتها،  فتُضيف شعورًا موحش من اليأس إلى الأغنية، إداؤها يأسُر المشاهد تمامًا، ويبرّر قرار هوبر المُبتكر في جعل ممثلّيه يؤدّون أغانيهم مباشرة على المسرح.
ويضاف على ذلك، قرار هوبر لتصوير في أخذ غالبيّة المشاهد من مسافة قريبة جدًا، ما يبدو خطوة إلى الوراء. ويُتيح الفرصة لتتحرّر من القيود المفروضة على كامل الفيلم وعلى المشاهد. ممكن أن نتوقّع مشاهدة الفيلم في المساحات المفتوحة في باريس وفي نطاق واسع  للتاريخ الضخم. لكن الفيلم على العكس من ذلك، ينغرس في جوٍّ خانق تقريبًا، يُشعرنا بصغر المساحة والقليل من العظمة. وعندما يستكشف ما وراء هذه الحدود، فإن أكبر نجاح له، هو في المشهد الافتتاحي الكبير، حيث يتمّ سحب سفينة حربيّة إلى الشاطئ من قِبل عصابة من المحكومين، ويَنطلق الفيلم.
بنيَة الفيلم مثيرة للجدل أيضًا. فبعد التحليق مع «حلمت حلم»، يُناضل الفيلم من أجل استعادة موطِئ قدم له: الجزء الأوسط من الفيلم الذي يقدّم الرومانسية ما بين ماريوس وكوزيت، لم ينخرط أبدًا بشكلٍ كامل، وتطلّبت المزيد من العون لنهاية مثيرة. وغناء الممثلين طيلة الوقت في إداء أدوارهم يؤدّي أيضًا إلى نوع من الملل، مع العديد من الأغاني التي تسرع نحو الأغاني التالية من دون تحديد واضح. لنَشكر السماوات، بعد ذلك، على ساشا بارون كوهين وهيلينا بونهام كارتر، مالكي الفندق الأشرار الذين سلونا بأدوارهم ولطفوا أجواء الفيلم الذي كان بحاجةٍ إلى أدوارهم الهزليَّة. 
هناك الكثير للاستمتاع  به في فيلم توم هوبر البؤساء، ومواضيعه عن الفداء الذاتي والعدالة الاجتماعيّة ما زالت قائمة حتى اليوم كما كانت منذ 150 عامًا. وأعماله السينمائيّة السابقة ك«إيفيتا» و«شبح الأوبرا» أثبتت أنّه ليس هنالك من بديل عن «الجهة الغربيّة».





رابط المقال الأصليّ: http://www.thinkingfaith.org/articles/FILM_20130117_1.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق