الأربعاء، 24 أبريل 2013

المَعايير العامّة لتقييم فيلم مِن وُجهة نَظر القِيَم الإنسانيّة


3 من 3- تقييم الصراع

بقلم الأب أوليفر بورغ أوليفييه اليسوعيّ
نقلته إلى العربيّة يارا شُعاع أبو حديد

يرصُد الفيلم أو البرنامج التلفزيونيّ عددًا كبيرًا من العناصر. من وجهة نَظر القيَم الإنسانيّة، هناك ثلاثة عناصر ذات أهمّيّة خاصّة: الشخصيّات والنزاعات وتطوّر القصّة. نقدّم إليكم عَبر ثلاث مقالاتٍ مُختصرة كيفيّة تقيّيم فيلمٍ ما انطلاقًا من هذه العناصر. في المقال الثالث نُقدّم إليكم طريقة التقيّيم من وجهة نَظر الصراعات.



تقيّيم الصراع
المحرّك الذي يدير معظم القصص – كوميديّة كانت أم مأساويّة – هو الصراع القائِم بين الخير والشرّ.

"الخير" هو الذي يُحرّر الألوهيّة لِتعمل فينا ومن خِلالنا. إنّه يُشجّع الأزهار ويحتفل بالحياة. ويرتَبط بالحقيقة مهما كان ثمن ذلك. يوظّف الحرّيّة لتقاسمها مع الآخرين. إنّه يشفي ويدعو إلى التصالح والمحبّة.
أمّا "الشرّ" فهو على عكس ذلك. يمحو جانب الألوهيّة فينا. للوهلة الأولى، يَبدو أنّه يقدّم وعودًا كثيرة. لكنّه غير قادر على الالتزام بهذا. يوجد في قلب هذا الشرّ فراغًا مرعبًا –  وكذبة، نصف الحقيقة التي وظِّفَت لتشويه الحقيقة كاملة، حقيقة متمسّك بها وسيَعمل كلّ ما بوسعه لِحمايتها. يعمل على عرض هذا الخوف وتحويله إلى حقد، عندما يُصبح مفروضًا أو تحت الضغط، ويظهر بشكلٍ عنيف، سواء كان بالكلام أو بالمشاعر أو بالجسد. ليس صدفةً أن يسمّي الله الشيطان بالكاذب والقاتل.

لتقيّيم الصراع، في فيلمٍ ما، من وجهة نظر القيَم الإنسانيّة عَلينا أن نطرح الأسئلة التالية:

1- ما مِقدار المِصداقيّة، والعُمق، التي يتمّ التعامل بهما مع الشرّ؟ هل نرى ظهوره الأوّلي، والتفاوت بين وعوده وما ينقله، الكذبة التي تشكّل جوهره، الخوف الذي يحرّكه، والجُبن الذي في قلبه، فراغ اللاإنسانيّة الذي  يُصيب المستسلمين إليه، العُنف الذي غالبًا ما يتوجّه؟ هل ندرك آثاره التي تقمع وتُدمّر وتُخفّض قيمة الحياة؟

2- ما مِقدار العُمق، والمِصداقية، الذي يتمّ التعامل بهما مع الخير؟ هل يتجاوز الفيلم الصلاح السطحيّ الذي من خِلاله يوفّر معظم الناس دعمًا أماميًا؟ هل نفهم صرامة متطلّباته والثمن الذي على الإنسان أن يدفعه لدى اختياره سلوك طريق الخير والشجاعة التي ينبغي أن يتمتّع بها لتحقيق هذه المتطلّبات ودفع هذا الثمن؟ هل نُدرك أنّ الصلاح هو مكافأته الخاصّة، هل يتمّ الاعتراف بالإنسان الجيّد في هذا العالم أم لا؟  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق