الأحد، 16 يونيو 2013

أرض الميعاد

بقلم كريستينا غليكسمان
نقلته إلى العربيّة يارا شُعاع أبو حديد




Director: Gus Van Sant
Starring: Matt Damon. Frances McDormand, John Krasinski
UK Release date: 19 April 2013
Certificate: 15 (106 mins)




أتى اثنان من العاملين في شركة استخراج الغاز الطبيعي إلى بلدة صغيرة في الولايات المتّحدة، يبحثون لاستئجار المزيد من الأراضي لتنقيب الغاز. يفخران بقدرتهما على عقد الصفقات بسرعة وبثمنٍ بخس، حتى وإن كان هذا يعني استخفافهما برأيّ ملاك الأراضي حول الأخطار البيئيّة والصحيّة المحتملة نتيجة هذه العمليّات. تدخّل عدد من المثقفين المحليّين لإجبارهما على البقاء في البلدة، من أجل التعرّف على المجتمع بشكلٍ أفضل. ومن ثمّ بدأت المشاكل عن طريق إذاعة أحد الناشطين البيئيّين فكرة مخاطر استخراج الغاز الطبيعي.
يعد فيلم أرض الميعاد فيلم عن استخراج الغاز الطبيعي لكن في واقع الأمر هو فيلم يتحدّث عن الشركات التجاريّة الكبرى أصحاب الأموال الضخمة التي يصنعونها مستغلّين بذلك فقر وجهل الأشخاص الآخرين لصنع المال لأنفسهم. وإن خطر في بال أحد أن يقف في طريقهم، يصبح مالهم الأداة القويّة لسحقه. لكنّها ليست واضحة المعالم لأنّنا نشجّع أخذ الجانب اللطيف لممثليّ الشركة ضدّ الناشط البيئيّ، الشخصيّة الأكثر ازعاجًا في الفيلم.
بالتركيز على شخصيّة الموظفين يطرح الفيلم سؤالاً هامًا جدًا وهو: ما مدى مسؤوليّتنا تجاه عواقب العمل الذي نقوم به؟ فمن السهل أن ندين كبار المديرين التنفيذيّين لكن من الصعب الحكم على الناس البسطاء، أمثالنا. هل من المقبول، أن نختبئ وراء الشخص المسؤول وأن نقول، كما فعل أحد الموظفين: أهذا مجرّد عمل؟ ومع ذلك، مسألة المساءلة الشخصيّة هذه يمكن استكشافها بقوّة حيث كان الفيلم يتناول قضيّة طبيعة التكسير أكثر.
إن فيلم أرض الميعاد مُمتع ولكنّه ليس مُفيد للغاية؛ يتطرّق إلى قضيّة الآثار البيئيّة للتكسير بشكلٍ سطحيّ، لكن في النهاية، يقدّم لك معلومات بسيطة حول هذه القضيّة. فإنّه يعامل مخاطر قضيّة التكسير كما لو أنّها شبيهة بمخاطر التدخين، على سبيل المثال. يمكنك مناقشة فكرة أن هذه الأفكار ليست ضروريّة للقصّة، لكنّي أعتقد من أجل تقديم تأثير كبير فإن عرض قضيّة الفيلم بهذا الشكل المُبهم والمُربك غير مسؤول. بجميع الأحوال، بتجنّب المسؤوليّة الاجتماعيّة، يصبح الفيلم أكثر منطقيّة إذا كنت على بيّنة من القضايا المحيطة بالصناعة. أمّا إذا كنت جاهل بأمور التكسير أنصحك برؤية الفيلم بالتزامن مع فيلم غاز لاند، فيلم وثائقيّ إخراج جوش فوكس. يتناول قصّة نهاية العالم البيئيّ إلى جانب التواطؤ الصناعيّ والسياسيّ، من شأنها أن تبقيك مستيقظًا طوال الليل.
من الصعب أن نرى أيّ جانب من المناقشة حول التكسير في هذا الفيلم، يبدو أن هناك افتراضًا منتشرًا أنّ الناس لن تغيّر نمط حياتها، أنًهم سيستمرّون بالقيام بما هو سيّء لهم وللأرض. يتبع هذا التبرير الضمنيّ للأنانيّة رغبات تُعتبر مثبطة للهِمم لكن هو اعتراف بأنّ للصناعة آثار مدمّرة.
ومع ذلك فإنّ الفيلم يعرض حجّتين لصالح تنقيب الغاز. الأولى هي فكرة أنّ الغاز الطبيعي أنظف من النفط ولا يعتمد على الموارد الخارجيّة. والثانية، الحجّة الأكثر وضوحًا، تتمثّل بأنّه لإبقاء المجتمعات الريفيّة الأميركيّة دون الصناعات التي تقدّم الأموال لها والمستقبل اليوم للغاز الطبيعي. بالتأكيد، إذا أثر الحفر على الأرض، كما سيتمّ بالتأكيد، فستختفي المجتمعات بجميع الأحوال. تعتمد الصناعة على جشع الأشخاص أكثر من إصدار الأحكام الفُضلى.
لا يتناول هذا الفيلم قضيّة أكثر من الأخرى وهذا ما أجده غير مرضيّ، حتى لا مبالٍ، ربّما، يحاول أن يعرض الطبيعة المعقّدة للتكسير لكن مع الاهتمام الضئيل بالقضايا البيئيّة والصحيّة، ممّا يجعله واهيًا.
الفيلم ترفيهيّ والشخصيّات مثيرة للاهتمام نسبيًا وتمثيلها جيّد ولكن هناك ضعف في رسالة الفيلم التي تجعل منه مجرّد فيلم لطيف.




رابط المقال الأصليّ: http://www.thinkingfaith.org/articles/FILM_20130418_1.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق