الجمعة، 1 نوفمبر 2013

الرجل الحديدي 3

بقلم آدم بيري
نقلته إلى العربيّة يارا شعاع أبو حديد




Director: Shane Black
Starring: Robert Downey Jr, Gwyneth Paltrow, Ben Kingsley, Don Cheadle, Guy Pearce
UK Release date: 25 April 2013
Certificate: 12A (130 mins)




بينما ساعد فيلم الرجل الحديديّ 3 شركة "مارفل" على الاحتفال بالذكرى الخمسين للشخصيّة المعروفة بين الكبار والصغار، كان الفيلم أيضًا تكملة للفيلم الناجح الّذي أُنتج في صيف 2012، المُنتقمون، ولجزئَي فيلم الرجل الحديديّ نفسه. كما أنّ فيلم الرجل الحديديّ الجزء الثاني الّذي أُنتج العام 2010 كان سيئًا لعدم قدرته على تطوير صورة بطل الرواية السريع البديهة في الفيلم الأصليّ. مع حوارٍ حاد مجامل نوعًا ما من الكاتب والمخرج، شين بلاك (ليثال ويبن)، جنبًا إلى جنب مع غطرسة طريفة لطوني ستارك (روبرت دوين) والدور المُضحك المُستغرب من غريمه الشرير (بين كينغسلي)، الرجل الحديديّ الجزء الثالث أعاد جمهوره ليس فقط من خلال تقديم مشاهد مثيرة وإنّما أيضًا من خلال تصوير البطل خارق في ضعفه، في رحلة بحث عن ذاته وأيضًا عن الانتقام.
بدأ الفيلم بالعودة إلى احتفال رأس السنة في العام 1999، عندما أغوى ستارك عالمة النبات الشابّة الموهوبة، مايا هينسن (ريبيكا هول). عملت هينسن على مصل لتجديد نسج النباتات الميّتة مع نتائج غير متناسقة تتراوح بين الخارقة والكارثيّة. لقاء ستارك مع هينسن المُفعم بالحيويّة أجبره على احباط التطوّرات الفكريّة للعالم الشابّ الآخر، ألدريش كيليان (غاي بيارس)، الّذي يسعى للحصول على تأكيدات على أبحاثه حول تطويرات في الحمض النوويّ.
عندما نعود إلى زمن وقائع الفيلم، نُصبح على بيّنة من نوعيّة البطل المختلفة. فبدلًا من رجلٍ لعوب، نراه رجل ذو نفسيّة مُحطّمة مُنعزلة، يقضي أيّامه وحيدًا في قصر ماليبو، متوجّسًا حول تفاصيل حياة الرجل الحديديّ الذي يعتبره مثاله الأعلى. من الواضح، أنّ ستارك لم يتعافى عقليًّا من المعارك التي صوّرت في فيلم المُنتقمون ويعاني من كوابيسٍ متكرّرةٍ وقلق وتوتر ما بعد الصدمة من تجارب موته الوشيك. وكُثّفت هذه المخاوف من خلال إعادة ظهور كيليان الذي لم يُصب بهوس المشروع الجديد، اكستريمز، وحسب، بل من خلال احراز استدراج حبيبة ستارك، بيبير بوتس (غينيث بالترو)، بعد أن أصبح مديرًا لشركة ستارك الصناعيّة.
عندما نشاهد الشدّ الّذي يخلقه هذا الصراع والّذي يتحكّم في حياة المسؤول النافذ والشرير الغامض، وهي مُحاكاة ساخرة مُستترة لأسامة بن لادن بلِحيته الناعمة ومَيله للظهور على شاشات التلفزيون للحصول على شرف التخطيط لعمليّات القتل والتدمير الّتي يقوم بها. ترك التفجير الذي حدث في المسرح الصينيّ في لوس أنجلوس حارس ستارك، هابي هوغان (جون فافرو) يعيش على جهاز تنفّس اصطناعيّ وبدأ ستارك يسعى وراء الانتقام. أدّى تحدّيه المفتوح للمسؤول النافذ عبر البث التلفزيونيّ المباشر لتدمير قصر ستارك وتدمير النموذج الأخير للرجل الحديديّ. في ضربةٍ واحدة يبدو أنّ جميع الأشياء الّتي كانت تمدّ ستارك بالقوة والحماية قد سُلبت منه. تركّز التحقيقات اللاحقة على كشف الهويّة الحقيقيّة للمسؤول النافذ، وأساليبه قبل أن يأتي على تدمير النظام العالميّ.
كباقي قِصص الشخصيّات البطوليّة الرائعة، بما فيها الكثير من العهد القديم، نتابع رحلة الشخصيّة الأساسيّة الّتي ظُلمت، مع أنّها دُعيت لنجدة الآخرين من الشرير المتكبّر، في هذا الفيلم تلميحًا لدور أمريكا في العالم.
ولكن، عندما يهمّ البطل بالقيام بذلك يخضع لعمليّة تحوّل، فبدلًا من أن يصبح بطلًا ملحميًا، يكتشف طوني ستارك "الرجل الحديديّ" أنّه خُلق ليكون إنسانًا. التجربة الأكثر وضوحًا لهشاشة ستارك هي الطريقة الّتي تُظهر الرجل الحديديّ العظيم ضعيفًا جدًّا، غالبًا ما هُمّش ليُعيل نفسه. للحفاظ على هذا، حوّلت قصّة الفيلم طوني ستارك من أنموذج الجبابرة، إلى شخص أكثر تواضعًا وإخلاصًا للبشريّة، تمامًا كشخصيّات العهد القديم. ومع ذلك، فإنّ الكشف عن ضعفه وإنسانيّته هو المفتاح لتوليد قدرًا أكبر من الدفء، وتواصلًا أكثر إخلاصًا مع الجمهور ممّا أثار لديه امتيازًا كبيرًا.
كلّ هذا يمهّد ليكون فيلم "المُنتقمون" الجديد الّذي سيصدر العام 2015، عملًا مثيرًا للاهتمام.





رابط المقال الأصليّ: http://thinkingfaith.org/articles/FILM_20130503_2.htm 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق