الخميس، 20 سبتمبر 2012

أفلام مثيرة للجدل عن الأديان


بقلم سومر داغستاني - بي بي سي لندن

أعاد فيلم "براءة المسلمين" الى الاذهان تجارب سينمائية سابقة أثارت الجدل بسبب تناولها لموضوع الدين بشكل اشكالي.
 فهناك في تاريخ السينما عدد من التجارب السينمائية تعرض للقضايا الدينية ولكن العواقب التي تلتها لم تخلو من الاحتجاج، والمنع، وأحيانا العنف. فلا يزال الدين موضوعاً حساساً ومقدساً لدى العديد من المؤمنين، اذ يرفض الكثيرون أي تصوير مختلف عن المنظور الديني التقليدي وقد يفسرونه على أنه إساءة لمعتقداتهم. فيما يلي استعراض لبعض الأفلام التي تناولت موضوع الأديان بشكل نقدي مما أثار جدلاً واسعاً بعد عرضها.


الاستسلام Submission
فيلم قصير من إخراج الهولندي ثيو فان غوخ وكتابة أيان حرسي علي وهو من إنتاج العام 2004. عرض الفيلم للمرة الأولى على شبكة التلفزيون الهولندي VPRO وعنوان الفيلم هو تلاعب لفظي على كلمة إسلام. ويعرض الفيلم لحكاية أربع شخصيات لنساء مسلمات، تلعب أدوارهن ممثلة وحيدة ترتدي الحجاب وتلبس عباءة شفافة تظهر جسدها العاري الذي كتب عليه آيات من القرآن. وتقوم الممثلة بسرد قصص شخصيات النسوة اللاتي تعرضن للاضطهاد من قبل الرجال مستشهدة بآيات من القران. وينتقد الفيلم بشكل أساسي المعاملة التي تتعرض لها النساء المسلمات من قبل الرجال. أثار الفيلم ضجة في العالم الإسلامي وتعرض المخرج والكاتبة لتهديدات بالقتل. وعلى إثره اغتال احد المتشددين المسلمين من اصل مغربي مخرج الفيلم في العام 2006، واضطرت الكاتبة للتخفي خوفاً من الملاحقة. وعندما سألت كاتبة الفيلم أيان حرسي علي وهي من أصل صومالي إن كانت تعتبر أن الفيلم مسيء للمسلمين كان جوابها إن الأمر "المسيء والمهين" هو السماح بـ "ضرب المرأة إن قالت لا لزوجها".

الاغواء الاخير للمسيح The Last Temptation of Christ
فيلم أميركي من انتاج العام ١٩٨٨ ومن إخراج مارتن سكورسيزي. والفيلم مقتبس عن رواية نيكوس كازنتزاكيس التي تحمل نفس الاسم. يتناول الفيلم شخصية المسيح ويصور بشكل تخيلي صراعات يسوع مع الغوايات التي يتعرض لها على الصليب من الخوف، والاحباط، والشك، والشهوة. وقد أثار الفيلم ضجة عند صدور الفيلم وتم منعه من العرض في العديد من الدول كتركيا، والمكسيك، وتشيلي، والفلبين، وسنغافورة. وقد احتجت جمعيات مسيحية على الفيلم ودعت لمقاطعته. ونجح المحتجون في اقناع بعض دور السينما بعدم عرض الفيلم. وعرضت احدى الجمعيات المسيحية على استديوهات يونيفرسال شراء النسخة الاصلية من الفيلم بهدف اتلافها. وفي تشرين الأول/ اكتوبر 1988، ألقت جماعة مسيحية متشددة قذيفة مولتوف في سينما سان ميشيل في باريس اثناء عرض الفيلم٫ وأدت الحادثة لتعرض ثلاثة عشر شخصاً لحروق جسدية. وزار جالك لانغ وزير الثقافة الفرنسي آنذاك السينما عقب الحادثة وقال: "إن حرية التعبير تتعرض للتهديد، لكننا لا يجب ان تشعر بالرعب من أعمال كهذه".

حياة براين
حياة براين هو فيلم بريطاني من انتاج العام 1979 ومن كتابة واخراج فريق مونتي بيثون الكوميدي. يسرد الفيلم قصة شاب يهودي اسمه براين كوهين ولد في نفس اليوم الذي ولد فيه يسوع. وتدور الحبكة حول الالتباس الحاصل بينه وبين شخص يسوع، حيث يخطأ الناس بهويته ويعتقدون أنه المسيح، وفي نهاية الفيلم يصلب بدلاً عنه. يحتوي الفيلم مشاهد ناقدة للديانة المسيحية ولشخصية يسوع المسيح، وأثار الفيلم اعتراضات واسعة من العديد من المجموعات الدينية المسيحية واليهودية، التي اتهمت الفيلم بالتجذيف والإساءة للدين. وقد منع العديد من السلطات المحلية في المملكة المتحدة الفيلم وتم تصنيفه للعرض لما فوق 18 عاما بغية الحد من الجماهير التي يمكنها مشاهدته. كما منع الفيلم من العرض في العديد من البلدان مثل ايرلندا والنروج. واستخدمت في السويد عبارة "مضحك للغاية، لقد منع في النروج" للترويج للفيلم.

مياه Water
مياه هو فيلم كندي من إنتاج العام 2005 ومن اخراج ديبا مهتا وكتابة آنوراغ كاشيب. ويروي الفيلم قصة أرامل يعشن في دير هندوسي في الأربعينات من القرن الماضي، وقصصهن التي تدور حول فقرهن وإرغامهن على العمل بالدعارة من أجل جلب المال للدير. وتعرض الفيلم لموجة من الاعتراضات أثناء عمليات التصوير وذلك بسبب أنباء وردت عن تشويهه لتقاليد الديانة الهندوسية. وواجهت المخرجة انتقادات من السياسيين المحافظين في الحكومة الهندية لما وصفوه بتصوير الديانة الهندوسية بشكل مسيء. وقام الناشط ارون باثاك بمحاولة انتحار احتجاجية خلال تصوير الفيلم في مدينة فاراناسي، ومن ثم تعرض موقع التصوير للتخريب من قبل محتجين غاضبين. وطلبت حكومة مدينة فاراناسي من مهتا إيقاف التصوير مما اضطرها للتوقف عن المشروع. عاودت المخرجة العمل على مشروعها بعد توقف دام لثلاث سنوات، ولكنها نقلت مكان التصوير إلى سريلانكا، واضطرت للعمل مع طاقم جديد واستخدمت اسما مستعارا. ورأى الفيلم النور في العام 2005 ولقي ترحيبا واسعا من قبل النقاد ورشح الفيلم لأوسكار افضل فيلم اجنبي في العام 2007.

آلام المسيح Passion of the Christ

آلام المسيح هو فيلم اميركي من انتاج العام 2004 وإخراج ميل غيبسون. ويروي الفيلم قصة آلام يسوع المسيح في الساعات الاخيرة من حياته قبل موته على الصليب. وبالرغم من النجاح التجاري الكبير الذي حققه الفيلم، إلا إنه أثار جدلا واسعا قبيل اطلاقه بسبب الطريقة التي صور فيها رجال الدين اليهود وتحميلهم مسؤولية مقتل المسيح. وابتدأ العديد من الحملات باتهام الفيلم بمعاداة السامية والإساءة لليهود حتى قبل بدأ عرضه في صالات السينما. وقد تظاهرت مجموعة من المحتجين بالتظاهر أمام مبنى شركة نيوز غروب في نيويورك للاحتجاج على عرض الفيلم والدعوة لمقاطعته. وحذر دوف هيكيند، السياسي الاميركي اليهودي المحافظ، شركات الافلام من توزيع الفيلم واصفاً اياه "بالمسيء لجميع اليهود حول العالم". وعندما سأل ميل غيبسون ان كان يعتقد أن الفيلم مسيء لليهود قال: "إن الفيلم ليس بصدد الإساءة لأحد، الفيلم يسعى لقول الحقيقة فقط، أردت أن أكون صادقا قدر المستطاع".


هناك تعليق واحد: