الأحد، 5 يناير 2014

حياة الآخرين

بقلم مصباح الخالد


الفيلم الألماني (حياة الآخرين) حاز على جائزة الأوسكار للعام 2007 كأفضل فيلم بلغة أجنبيّة. تدور أحداث الفيلم في ألمانيا، وتحديدًا في ألمانيا الشرقيّة، في الفترة التي سبقت سقوط جدار برلين؛ أيّ الفترة التي تسمّى الحرب الباردة بين المعسكر الشرقيّ والمعسكر الغربيّ. وكما هو معروف، ساد ألمانيا الشرقيّة في تلك الفترة النظام الاشتراكي القامع لحرّيّات الرأيّ والتعبير، خصوصًا النشاطات الفكريّة والأدبيّة التي تخالف السلطة بالرأي. وكانت السلطة تعتبر كلّ من يتجرّأ على إبداء رأيه عدوًّا لها وخطرًا على البلاد ويجب محاسبته.
تبدأ أحداث الفيلم بمشهد لضابط المخابرات (ويسلر) وهو يلقي محاضرة على طلاّب عن جهاز كشف الكذب، وأحدث الطرائق الاستخباراتيّة التي تمّ التوصّل إليها في تلك الحقبة. يليه مشهد في أحد المسارح حيث تُعرَض آخر مسرحيّات الكاتب (دريمان) بحضوره شخصيًّا. (ويسلر) و(دريمان) هما أبطال أحداث الفيلم، حيث يُشكّ بأنّ (دريمان) يشترك بعمليّات تحريضيّة ضد الأفكار الإشتراكيّة، فيتمّ تكليف (ويسلر) بالتجسّس عليه ومراقبته لإدانته. ومن خلال المراقبة الطويلة يبدأ (ويسلر) بالاقتناع بأفكار الكاتب، ويتعاطف معه. وصار يخفي التقارير والتسجيلات التي تدين الكاتب مخاطرا بذلك بحياته المهنيّة والاجتماعيّة.
سأكتفي بهذا القدر في سرد أحداث الفيلم حتى تتمكّنوا أعزائي من الاستمتاع بمشاهدته. إنّه من الأفلام الدراميّة المشوّقة التي تحبس الأنفاس. ويمتاز هذا الفيلم رغم بساطته بأنّ أحداثه الدرامية مُتقنة بعناية شديدة، وأداء الممثّلين عالٍ في تجسيد أدوارهم بكلّ انفعالاتها. إنّه فيلم دراميّ سياسيّ عاطفيّ في آنٍ واحد.
أتمنّى لكم مشاهدة ممتعة.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق