الأحد، 1 ديسمبر 2013

الحارس الوحيد

بقلم كريستينا غليكسمان
نقلته إلى العربيّة يارا شعاع أبو حديد






Director: Gore Verbinski
Starring: Johnny Depp, Armie Hammer, William Fichtner, Tom Wilkinson
UK Release date: 9 August 2013
Certificate: 12A (149 mins)





 فيلم الحارس الوحيد هو أحدث انتاجات شركة ديزني لأفلام المغامرة. يحكي هذا الفيلم قصّة "جون ريد" الّذي التقى "تونتو" وكيف أصبح الحارس الوحيد بعد نجاته من كمين أودى بحياة جميع أعضاء مجموعته بما فيهم شقيقه. هنالك حبكة أيضًا في الفيلم حيث ثمّة صراع بين الرجال البيض والكومانش، وبذلك فهو يجمع بين روايتين كانتا منفصلتين.
إذا تابعت أخبار هذا الفيلم، يمكنك أن تعلم أنّ فيلم "الحارس الوحيد" فشل فشلًا ذريعًا عند النقاد والجمهور الأميركيّ أيضًا. أوافق تمامًا على هذا التقييم الشعبيّ؛ الفيلم كارثيّ منذ البداية وحتى النهاية، ولكن هذا الأمر يجب أن يكون مستغربًا إلى حدٍّ ما. كتب اثنان من الكتّاب الثلاثة النصّ السينمائي لفيلم قراصنة الكاريبي الذي لاقى نجاحًا باهرًا: لعنة اللؤلؤة السوداء، الذي تعود روعته للمزج البارع بين الطرافة والحنين؛ هذا الشيء كان يفترض أن يهدف لتكرار الأمر نفسه في فيلم الحارس الوحيد، فلا يمكن اعتبار أفلام الغرب الأمريكيّ قديمة. المخرج، بالتأكيد، هو جزء أساسيّ من نجاح الفيلم، وقد جنّدت شركة ديزني، مرةً أُخرى، خبرة المخرج غور فيربينسكي، الّذي أخرج الأجزاء الثلاثة لفيلم قراصنة الكاريبيّ. وفقط للتأكيد، أضافوا عنصرًا أخيرًا لتركيبة فيلم القراصنة: دور الشاب يمكن أن يؤديه أي شخص (في هذا الفيلم كان آرمي هامر) بالإضافة إلى وقوف الممثِّل الأسطورة جوني ديب إلى جانبه. مع فريق مُفعم بالمواهب والإمكانيّات، ما الذي أدّى إلى هذا الخطأ الفادح؟
أيّ دراما تقلّل من ذكاء جمهورها محكوم عليها بالفشل. بهذا المعنى، عيب الفيلم في صميمه، وما من شيء يمكنه إصلاح هذا الخلل. من الصعب تحديد نوعيّة جمهور هذا الفيلم. يتألف أساسًا من قصص رخيصة تبدو أنها مكرّرة ومتوقّعة، قد تهدف إلى رسم الضحكة على وجه جمهور الشباب، لكن بما أنّ الفيلم يقع تحت فئة ما يزيد عن 12 عام، فمن الواضح أنّ الفيلم غير موجّه لفئة الشباب. الدرجة العالية من العنف والدم جعلت الفيلم لا يُطاق لأيّ شخص تحت سن الثانية عشرة، سواء أكان يرافقه أحد البالغين أم لا، وطبيعة المشاهد غير المحتشمة التي تنطوي على بيت للدعارة وموظفيه قد تكون أيضًا مصدر قلق للوالدين.
مع مراجعة قوانين المجلس البريطانيّ لتصنيف الأفلام، أتساءل عمّا إذا كان الفيلم مؤهّل ليكون لفوق الخمسة عشر عامًا. هذا الفصل بين الفكاهة الصبيانيّة والمحتوى المخصّص للبالغين يعدّ صارخ وغير محبّذ.
الخطأ الأكبر من ذلك، ربّما، هو انعدام احترام الشخصيّات. تونتو والحارس الوحيد على الراديو والمسلسلات التلفزيونيّة في وقتٍ لاحق، رجال أذكياء، شجعان، قديرين، بالكاد يمكن رؤيتهم مع شركائهم المُضحكين، غير المتطابقين معهم في هذا الفيلم. بالإضافة إلى أنّهم أضاعوا الاستقامة الأخلاقيّة التي هي جزء لا يتجزأ من شخصيّات هؤلاء الرجال. تعيّن على الشخصيّات في الروايات الأصليّة كتابة مدوّنة أخلاقيّة، يعيشون من خلالها، وهي تنطوي على احترام الآخر، وخدمة الحقيقة، والعدل والخير المشترك. لكن على النقيض من ذلك، الدوافع الشخصيّة هي الّتي تحرّك شخصيّات الفيلم، وعلاوة على كلّ شيء، تسكنهم الرغبة بالانتقام. نحن كجمهور، علينا أن نسأل أنفسنا – كما سأل، بالتأكيد، صانعو الفيلم – هل هؤلاء الرجال هم حقًّا "تونتو" والحارس الوحيد؟ في الحقيقة، ما الّذي يخلق الشخصيّة؟ هل يكفي وضع الممثّل قناعًا وارتداء قبعة بيضاء وامتطاء جوادًا أبيض اللون ليكون الحارس الوحيد؟ بالتأكيد لا، إن كنّا نؤمن بهذا، فيجب علينا الاعتقاد أن ملابسنا تدل علينا، ومن يريد منّا أن يُعرف من خلال ملابسه؟
الكاتبان المُشار إليهما أعلاه، تيد اليو وتوتيري روسيو، يجب أن يعلما هذا الأمر، فمنذ خمسة عشر عامًا ساعدا في كتابة سيناريو لفيلم مماثل، حقّق نجاحًا كبيرًا وهو: قناع زورو. شخصيّتا زورو والحارس الوحيد صنعتا لحماية الضعفاء والمضطهدين ولرؤية تطوير الحقيقة والعدالة على أراضيها. يقدّم فيلم قناع زورو شخصيّة مماثلة وهو اليخاندرو موريتا، الذي يسعى أيضا للثأر لمقتل شقيقه. لا يحافظ الفيلم فقط على سلامة زورو من خلال تجسيد قديم لشخصيّة أخلاقيّة وقوّيّة، لكن زورو القديم علّم أليخاندرو عيش شخصيّة زورو، تمامًا من خلال الاحترام والتخلّي عن رغباته الشخصيّة ليصبح خادمًا للآخرين. لم يكن للحارس وتونتو أيّ توجيهات ولا يزال الأمر مثيرًا للسخرية كما في نهاية الفيلم كما كان في جميع الأوقات. إنّهم ليسوا أكثر من محاكاة بائسة لأبطال خلقا ليكونوا قدوة لغيرهم.




 رابط المقال الأصليّ: http://thinkingfaith.org/articles/FILM_20130809_1.htm

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق